المشاركات

فراش الموت

"لا.. لا تتركني الآن" قالت لي ذلك وهي ممسكة بيدي بين يديها... اخيرا أعترف بأنني احبها وانا علي فراش الموت. هي تبكي وتنظر لاسفل وانا مبتسم وانظر لها مباشرة، تلك الغبية تنظر لاسفل لأنها لا تريدني أن أراها وهي تبكي ولكني اريد ان انظر إلي ملامحها لأول مرة من سبع سنوات تقريباً. لا استطيع الكلام لانطق اسمها ولا استطيع تحريك يدي لاضغط علي يدها مطمئناً.، كل ما استطيع فعله هو الدعاء بأن تنظر لي لأراها ترفع راسها ببطء. هل تغير شكلها فعلاً الي هذا الحد؟!، هل هو الزمن ام البكاء؟!. كم مرة طلبت مني أن نخرج سويا لارد عليها باني متعب ولا استطيع الخروج لتطلب مجرد الجلوس سويا في المنزل لانهي المحادثة باني اريد النوم.  كم مرة طلبت مني أن نتحدث قليلا فنحن لا نتحدث علي الاطلاق لاخبرها باني لا اريد التحدث في شئ. كم مرة جعلتها تبكي بسبب اشياء كانت تطلبها رغم أنها من حقها. تبتسم مطمئنة لي رغم بكائها لأبكي انا رغم تظاهري بالتماسك. "تذكر أن تحيا قبل أن تموت"، لم افهم هذه الجملة حين قرأتها ولكني افهمها الآن.. فها هي اول مره احس باني حي وانا اري ابتسامتها. هل يجب أن نفقد الشئ حقا لنعرف قيمته؟!

‎الشعور ‏الاخير ‏

لم يقو علي الوقوف وهو يراها أمامه ف جلس دون أن يعي ذلك..، هو حلم.. لا بد أنه كذلك. سيغلق عينيه وعندما يفتحهما سيكون قد استيقظ. يفتح عينيه ليجد امامه شخص يحمل ورقة وقلم. ورغم زحمة المكان لم يميز سوي وجهها والقلم وكلمة "شهادة وفاة". يغلق عينيه مرة أخري لعله يستيقظ لكنه يسمع اصوات الموجودين جميعهم ما عدا صوتها..؟! كيف ذلك وهو في غرفتها !!. تمر أفكاره سريعة لا يميز فيها إلا وجهها وصوتها ورائحتها. هل هو شريط ذكرياته؟، هل هو ميعاد موته أخيرا؟، ولكن لماذا كل ذكرياته عنها هي!. يتذكر كم قالت له وهي تضحك "انت طفل" ليرد عليها وهو ينظر لها بسخرية " لا ام اعد طفل"... حسنا انا طفل. كم طلبت منه البقاء معها قليلا الا أنه كان يجيب بنفاد صبر "انا مشغول"... لكني لم اكن مشغول انا فقط أردت الذهاب. كم طلبت منه بنظرة عتاب أن تحتضنه لكنه كان يرد بتكبر "لا احب احتضان أحد"... وهل هي أحد!! يفتح عينيه ببطء ليتغير المشهد مرة أخري إلي وجه ينظر إليه بنظرة تظهر الشفقة برغم ما تتصنع من الحزن ويحس بيد تربت علي كتفه. حسنا سيغلق عينيه للمرة الأخيرة... سيستيقظ هذه المرة با